للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بِشِرْكِكُمْ} [فاطر: ١٣، ١٤] فبين الله تعالى أن دعاء من لا يسمع ولا يستجيب شرك يكفر به المدعو يوم القيامة" (١).

وقال ابن عثيمين - رحمه الله -: "فإن قيل أليس قد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من سأل بالله فأعطوه". وهذا دليل على جواز السؤال بالله؛ إذ لولم يكن السؤال بالله جائزًا لَم يكن إعطاء السائل واجبًا؟

والجواب أن يقال: إن السؤال بالله لا يقتضي أن تكون مرتبة المسؤول به أدنى من مرتبة المسؤول بخلاف الاستشفاع، بل يدل على أن مرتبة المسؤول به عظيمة بحيث إذا سئل به أعطي.

على أن بعض العلماء قال: "من سألكم بالله" أي: من سألكم سؤالا بمقتضى شريعة الله فأعطوه، وليس المعنى من قال: أسألك بالله.

والمعنى الأول أصح، وقد ورد مثله في قول الملك: "أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن"" (٢).


(١) فتح المجيد ص ٦٠٧، ٦٠٨.
(٢) مجموع فتاوى ابن عثيمين ١٠/ ١٠٩٩. وانظر القول المفيد ط ١ - ٣/ ٢٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>