للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استحباب الاستشفاع بأهل الصلاح والتقوى وأهل بيت النبوة في الاستسقاء وغيره، وأن ذلك مما أجمع عليه جمهور الأئمة والفقهاء بما فيهم الشوكاني وابن قدامة والصنعاني وغيرهم.

والفرق بعد هذا بين حياته وموته - صلى الله عليه وآله وسلم - خلط عجيب وغريب في البحث لا مسوغ له".

ولنا على هذا الكلام مؤاخذات كثيرة نورد أهمها فيما يلي:

١ - لقد أشرنا (ص٧٧ - ٧٨) إلى تعريض البوطي بالسلفيين، واتهامه إياهم بأن أفئدتهم لا تشعر بمحبة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - والاستدلال على ذلك بإنكارهم التوسل به - صلى الله عليه وآله وسلم - بعد وفاته.

وهذه فرية باطلة، وبهتان ظالم لا شك أن الله تعالى سيحاسبه عليه أشد الحساب ما لم يتبْ إليه التوبة النصوح. ذلك لأن فيها تكفيراً لآلاف المسلمين دونما دليل أو برهان إلا الظن والوهم اللذين لا يغنيان من الحق شيئاً.

٢ - إنه قد خلط في كلامه السابق بين الحق والباطل خلطاً عجيباً، فاستدل بحقه على باطله، فوصل من جرّاء ذلك إلى رأي لم يسبقه إليه أحد من العالمين.

وإذا أردنا أن نميز بين نوعي كلامه فإننا نقول:

إن الحق الذي تضمنه هو:

أ-أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قريب إلى الله تبارك وتعالى، وأنه كان رحمة من الله تعالى للخلق.

ب-أنه لا تأثير لأحد حتى للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - تأثيراً ذاتياً في الأشياء، وإنما التأثير كله لله الواحد الأحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>