للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من فتنة الدجال»، قالوا: نعوذ بالله من فتنة الدجال».

[ترجم الإمام للحديثين بقوله:"الجاهليون ليسوا من أهل الفترة" ثم أورد الحديثين مع تخريجهما ثم قال:]

وفي هذه الأحاديث فوائد كثيرة [منه]:

إن أهل الجاهلية الذين ماتوا قبل بعثته عليه الصلاة والسلام معذبون بشركهم وكفرهم، وذلك يدل على أنهم ليسوا من أهل الفترة الذين لم تبلغهم دعوة نبي، خلافا لما يظنه بعض المتأخرين؛ إذ لو كانوا كذلك لم يستحقوا العذاب لقوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}. وقد قال النووي في شرح حديث مسلم: " أن رجلا قال يا رسول الله أين أبي؟ قال: في النار ... " الحديث.

قال النووي (١/ ١١٤ طبع الهند): " فيه أن من مات على الكفر فهو في النار، ولا تنفعه قرابة المقربين، وفيه أن من مات على الفترة على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان فهو من أهل النار، وليس هذا مؤاخذة قبل بلوغ الدعوة، فإن هؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره من الأنبياء صلوات الله تعالى وسلامه عليهم ".

"الصحيحة" (١/ ١/٢٩٢، ٢٩٤، ٢٩٧).

[[٧٥٢] باب أهل الجاهلية ليسوا من أهل الفترة]

عن زيد بن ثابت قال بينما النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنهم - حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حادت به فكادت تلقيه وإذا أقبر ستة أو خمسة فقال: «من يعرف أصحاب هذه الأقبر فقال رجل أنا قال: «فمتى ماتوا؟» قال: ماتوا في الشرك، فقال: «إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه» ثم أقبل علينا بوجهه فقال: «تعوذوا بالله من عذاب

<<  <  ج: ص:  >  >>