للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تفنى كأجساد الأنبياء، عندنا نص أن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء، مثل هذا النص بالنسبة للشهداء لا يوجد إطلاقاً، لكن الذي وقع أن في التاريخ الإسلامي الأول بسبب حفريات اكتشفوا جثث بعض الشهداء كما هي، هذا صحيح وقع.

لكن هذا لا يعطينا قاعدة أولاً: أن كل شهيد لا يبلى جسده، بل قد وجدت بعض الأجساد لغير شهداء، وهذا كما قلت آنفاً بيحوز تكون إما الأمر يعود إلى طبيعة الأرض، أو أن الله عز وجل العليم بأحوال الموتى فقد يكرم بعضهم بأن يبقي جسده كما كان في ... حياته، تكون كرامةً من الله لذاك الإنسان سواء كان شهيداً أو كان صالحاً غير شهيد، لكن ما يجوز أن نأخذ من ذلك قاعدة، فلا نقول على الله ما لا نعلم، نقول: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء، أما غير الأنبياء فلا دليل معنا بأن أجسادهم تبقى.

"الهدى والنور" (٣١٧/ ٠٠: ٢١: ٠٠)

[[١٢٨١] باب صفة حياة الأنبياء في قبورهم]

[قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -]:

«الأنبياء - صلوات الله عليهم - أحياء في قبورهم يصلون».

[قال الإمام]:

اعلم أن الحياة التي أثبتها هذا الحديث للأنبياء عليهم الصلاة والسلام، إنما هي حياة برزخية، ليست من حياة الدنيا في شيء، ولذلك وجب الإيمان بها دون ضرب الأمثال لها ومحاولة تكييفها وتشبيهها بما هو المعروف عندنا في حياة

<<  <  ج: ص:  >  >>