للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأفعاله مع أن له ذاتاً وصفات وأفعالاً، فنفي أفعاله كنفي صفاته وذاته، وهو جحد للحق شبيه بغلو غالية الصوفية الذين يجعلونه هو الحق، وجعل شيء منه مستغنياً عن الله أو كائناً بدونه جحد للحق شبيه بغلو الذي قال: {أنا ربكم الأعلى} (النازعات:٢٤) وقال: إنه خلق نفسه وإنما الحق ما عليه أهل السنة والجماعة.

"التعليق على متن الطحاوية" (ص٨٨ - ٩٥).

[[١٧٦٣] باب لم يكلف الله العباد إلا ما يطيقون]

[قال الإمام معلقاً على قول صاحب الطحاوية: «ولم يكلفهم الله تعالى إلا ما يطيقون ولا يطيقون إلا ما كلفهم»]:

أي ولا يطيقون إلا ما أقدرهم عليه، وهذه الطاقة هي التي من نحو التوفيق لا التي من جهة الصحة والوسع والتمكن وسلامة الآلات ولكن في كلام المؤلف إشكالاً بينه الشيخ الشارح بقوله: فإن التكليف لا يستعمل بمعنى الإقدار وإنما يستعمل بمعنى الأمر والنهي وهو قد قال: «لا يكلفهم إلا ما يطيقون ولا يطيقون إلا ما كلفهم». وظاهره أنه يرجع إلى معنى واحد ولا يصح ذلك؛ لأنهم يطيقون فوق ما كلفهم به لكنه سبحانه يريد بعباده اليسر والتخفيف كما قال تعالى: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} (البقرة: ١٨٥)، وقال تعالى: {يريد الله أن يخفف عنكم} (النساء: ٢٨) وقال تعالى: {وما جعل عليكم في الدين من حرج} (الحج:٧٨).

فلو زاد فيما كلفنا به لأطقناه، ولكنه تفضل علينا ورحمنا وخفف عنا، ولم يجعل علينا في الدين من حرج، ويجاب عن هذا الإشكال بما تقدم: أن المراد الطاقة التي من نحو التوفيق لا من جهة التمكن وسلامة الآلات ففي العبارة قلق فتأمله».

"التعليق على متن الطحاوية" (ص٩٥ - ٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>