للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوصية: «ما حملك على ذلك؟ قال: خشيتك» أي: إنه مؤمن بالله عز وجل أولاً، وبِعَدله ثانياً، وأنه يستحق العقوبة؛ لأنه لم يعمل خيراً قط، هذا الخوف من ربه هو الذي أعماه عن قدرته التي لا يتصور أن يعيش مسلم جاحداً لها، لكن

الخوف أعماه فأوصى بهذه الوصية، فلما علم الله عز وجل منه ذلك قال: قد غفرت لك.

فلذلك لا يجوز الفصل بين الخطأ في الفرع أو الخطأ في الأصل؛ لأن الخطأ في الأحكام أو الخطأ في العقائد فهو خطأ هنا وهناك، وهو كفر هنا وهناك، أو خطأ هنا وهناك، فالله عز وجل العليم بما في الصدور هو الذي سيحاسب كل إنسان بما قام في نفسه حينما انحرف عن الصواب، هل كان متعمداً له أو كان غير متعمد .. هل كان قاصداً لمعرفة الحق أو غير قاصد؟ هذا أمره يعود إلى الله تبارك وتعالى، أما الأحكام الظاهرة فهذه شأن آخر فلا بد من تنفيذ الأحكام الظاهرة إذا ظهر أن مسلماً ما يقول كما تقول الشيعة، بأن هذا المصحف ناقص والله عز وجل يقول: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر:٩) هذا بلا شك يؤتى به إلى الحاكم والقاضي الذي يحكم بالشرع فيستتاب فإن تاب وإلا قتل، فهذا حكم غير ما نتكلم فيه عند الله عز وجل: هل يدان بالخطأ بالعقيدة أم لا يدان؟ فيه التفصيل الذي ذكرناه آنفاً.

"رحلة النور" (١٣أ/٠٠:٤٣:٣١) (١٣ب/٠٠:٠٠:٠٠)

[[٧٢٨] باب هل يعذر بالجهل في الأسماء والصفات؟]

السائل: هل يعذر الإنسان بالجهل في الأسماء والصفات؟

الشيخ: الجواب بارك الله فيك: أن الأمر يختلف باختلاف الإنسان من حيث موطنه، وأنا كما يقولون في دمشق: نضربها علاوية، يعني: فارق كبير، يعني:

<<  <  ج: ص:  >  >>