«ما من أحد يسمع بي من هذه الأمة، ولا يهودي، ولا نصراني، فلا يؤمن بي، إلا دخل النار»
[قال الإمام]:
ثم إن حديث الترجمة يمكن عده مبيناً ومفسراً لقوله تعالى:{وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً} مع ملاحظة قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - فيه:
«يسمع بي»؛ أي: على حقيقته - صلى الله عليه وآله وسلم - بشراً رسولاً نبياً فمن سمع به على غير ما كان عليه - صلى الله عليه وآله وسلم - من الهدى والنور ومحاسن الأخلاق؛ بسبب بعض جهلة المسلمين؛ أو دعاة الضلالة من المنصرين والملحدين؛ الذين يصورونه لشعوبهم على غير حقيقته - صلى الله عليه وآله وسلم - المعروفة عنه؛ فأمثال هؤلاء الشعوب لم يسمعوا به، ولم تبلغهم الدعوة، فلا يشملهم الوعيد المذكور في الحديث.
وهذا كقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «من رآني في المنام .. »؛ أي: على حقيقته وصفاته التي كان عليها في حال حياته، فمن ادعى فعلاً أنه رآه شيخاً كبيراً قد شابت لحيته؛ فلم يره؛ لأن هذه الصفة تخالف ما كان عليه - صلى الله عليه وآله وسلم - مما هو معروف من شمائله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم.