للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[٥٣١] باب تعريف المرجئة]

[قال الإمام]:

(المرجئة) هم فرقة من فرق الإسلام، يعتقدون أنه لا يضر مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة.

سموا مرجئة، لاعتقادهم أن الله أرجأ تعذيبهم على المعاصي أي أخره عنهم. كذا في "النهاية".

"تحقيق الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلام" (ص٦٣ - ٦٤)

[[٥٣٢] باب ذكر بعض طوائف المرجئة وبيان بطلان مذهبهم]

[قال الإمام]:

من المعلوم أنهم [أي الحنفية] لا يقولون بما جاء في الكتاب، والسنة، وآثار الصحابة من التصريح بأن الإيمان يزيد وينقص، وأن الأعمال من الإيمان، وعليه جماهيرُ العلماء سَلَفاً وخلفاً ما عدا الحنفّية؛ فإنهم لا يزالون يُصِرُّون على المخالفة؛ بل إنهم لَيُصَرِّحون بإنكار ذلك عليهم، حتى إن منهم من صرّح بأن ذلك ردة وكفر - والعياذ بالله تعالى -، فقد جاء في (باب الكراهية) من ((البحر الرائق)) - لا بن نُجَيم الحنفي - ما نصُّه (٨/ ٢٠٥): "والإيمان لا يزيد ولا ينقص؛ لأن الإيمان عندنا ليس من الأعمال" (١).


(١) وهذا يخالف - صراحةً - حديث أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - سُئل: أيُّ العمل أفضل؟ قال: «إيمان بالله ورسوله ... » - الحديث-، أخرجه البخاري - وغيره -، وفي معناه أحاديث أخرى ترى بعضها في "الترغيب" (٢/ ١٠٧).
وقد فصّل شيخ الإسلام ابن تيميَّة وجهَ كون الإيمان من الأعمال، وأنه يزيد وينقص - بما لا مزيد عليه - في كتابه "الإيمان"، فلْيراجعه من شاء البسط.
أقولُ: هذا ما كنتُ كتبتُهُ منذ أكثرَ من عشرين عاماً؛ مُقَرِّراً مذهبَ السلف، وعقيدةَ أهل السُّنَّةِ - ولله الحمدُ - في مسائل الإيمان، ثُمَّ يأْتي - اليومَ - بعضُ الجهلةِ الأغمار، والناشئةِ، الصِّغار: فيرموننا بالإرجاء!! فإلى اللهِ المشتكى مِن سوءِ ما هم عليه مِن جهالة وضلالة وغُثاء ... (منه).

<<  <  ج: ص:  >  >>