[[١٦٨١] باب هل عرش الرحمن فوق الماء أو فوق الجنة؟]
السؤال: حديث: «إذا سألتم الله فسألوه الفردوس فهي أوسط الجنة وهو أعلى الجنة وفوقه العرش ومنه تفجر أنهار الجنة» وقول الله سبحانه وتعالى في سورة هود: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}(هود:٧)، فالفهم لهذا الحديث؛ لأنه يذكر الحديث أن أعلى الجنة العرش، والآية تذكر أن عرش الله سبحانه وتعالى فوق الماء؟
الجواب:{وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}(هود:٧)، هذا لا ينافي هذا أولاً؛ لأنه كون العرش أعظم مخلوقات الله عز وجل، فما ينفي أن يكون بهذه العظمة ... وهو فوق الجنة، ومشكلة هذا السؤال وغيره من الأسئلة أن بعض المسلمين اليوم يحاولون أن يكيفوا الأخبار الغيبية تكييفاً مادياً ملموساً، وهذا خطأ جداً؛ لأن الأمور الغيبية لا يجوز التوسع فيها وإنما يجب الوقوف عند حروفها وعدم التزايد عليها، أما محاولة التعمق في فهم الكيفيات هذه الغيبية عندنا كهذه المسألة، فالعرش كان على الماء، ثم العرش هو سقف الجنة، نحن نحاول الآن أن نتكيف أن العرش حجمه صغير أولاً، ثم نحاول أن نتكيف أن الأمر كما كان من قبل، أي: كان عرش الرحمن على الماء، ... وهو كذلك، لكن هذا أولاً لا يستلزم المنافاة التي أشرت إلى نفيها آنفاً.
وثانياً وأخيراً أقول: يمكن أن يكون الأمر "كان" كما قال في القرآن "كان" ثم بعد ذلك ربنا عز وجل كما قال: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ}(الرحمن:٢٩)، فمن شأنه عز وجل أن يخلق وأن يحيي وأن يميت ويتصرف في خلقه كما يشاء، فإذاً: ليس هناك من الضروري أن نجمع أولاً أن عرشه على الماء، وعرشه أيضاً فوق الجنة في آن واحد، ممكن أن يكون كذلك وقد سبق الجواب عنه، ويمكن أن يكون طرأ