للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[٩٣٩] باب معنى قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - «يضع الجبار قدمه في النار»]

سؤال: حديث: «يضع الجبار قدمه في النار» الأشاعرة يؤولون هذا الحديث لشبهتين:

الشبهة الأولى: ... أن الله يكون مختلطاً بالنار أو يختلط بخلقه.

الشبهة الأخرى: أن أهل النار يرونه، فكيف نرد على هذا؟

الشيخ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى:١١) ما هي أول شبهة تَرِدُ على بعض الصفات الإلهية، هذا يأتي من تكييف الله عز وجل وتشبيهه بخلقه ...

الأصل في الصفات الإلهية كالأصل في كل النصوص الغيبية، لا يجوز فيها التوسع ولا يجوز فيها قياس الغائب على الشاهد فالله عز وجل كما قال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى:١١) فنحن نؤمن بما جاء في الكتاب والسنة دون تكييف وتشبيه ودون أيضاً تعطيل وإنكار بتأويل أو نحو ذلك، وكما قال ابن القيم رحمه الله:

العلم قال الله قال رسوله ... قال الصحابة ليس بالتَّمْويه

ما العلم نَصْبَكَ للخلاف سفاهة ... بين الرسول وبين رأي فقيه

كلاّ ولا جَحْد الصفات ونفيها ... حذراً من التمثيل والتشبيه

فنحن نؤمن بكل ما جاء مع ضميمة: {ليس كمثله شيء}، فإذا المؤمن آمن بهذا نجا من المفسدتين: مفسدة التشبيه ومفسدة التعطيل، نعم غيره.

" الهدى والنور" (٨٠/ ٤٨: ٥٨: ٠٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>