هؤلاء التقوا مع الحنابلة في القول بتكفير تارك الصلاة، لكنهم خرجوا عن الحنابلة وعن الشافعية والمالكية والحنفية وعن بقية المسلمين في قولهم بتكفير التارك للعمل كما قلت أنت أن الإيمان لا يكفي نقلاً طبعاً عنهم .. لا يكفي إنما مقتضاه العمل، بينما الأحاديث التي تعرفونها جيداً والتي من بعض أجزاء أحاديث الشفاعة أن الله عز وجل يأمر بإخراج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة .. مثقال ذرة من إيمان، هذا الإيمان هو الذي ينجي من الخلود في النار وهذا هو من معاني قوله تعالى، {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}(النساء:٤٨).
"الهدى والنور"(٨٣٠/ ٠٢: ٢٨: ٠٠)
[٦٧٧] باب هل تَرْكُ الفرائض مخرج من الملة؟
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول:«خمس صلوات كتبهن الله على العباد، فمن جاء بهن ولم يضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهن، كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن، فليس له عند الله عهد، إن شاء عذبه، وإن شاء أدخله الجنة».
(صحيح لغيره).
[قال الإمام]:
قلت: من فقه هذا الحديث ما قاله أبو عبد الله ابن بطة في «الشرح والإبانة عن أصول السنة والديانة»(٣٧ - تحقيق رضا نعسان): لا يخرج الرجل من الإسلام إلا الشرك بالله, أو رد فريضة من فرائض الله عز وجل جاحداً بها, فإن تركها تهاوناً أو كسلاً؛ كان في مشيئة الله, إن شاء عذبه, وإن شاء غفر له.