أجدك. -كأنها تقول: الموت-؟ قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إن لم تجديني؛ فأتي أبا بكر». أخرجه البخاري (٣٦٥٩، ٧٢٢٠، ٧٣٦٠)، ومسلم (٧/ ١١٠)، والترمذي (٣٦٧٧) - وصححه-، والطيالسي (٩٤٤)، وأحمد (٤/ ٨٢، ٨٣)، وابن سعد في (الطبقات)(٣/ ١٧٨).
وقد استدل بعض العلماء بهذا الحديث الصحيح على أن أبا بكر هو الخليفة بعد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وقال الحافظ في "الفتح"(١٣/ ٣٣٣): " وهذا صحيح؛ لكن بطريق الإشارة لا التصريح، فلا يعارض جَزْمَ عمرَ بأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يستخلف (يعني كما في البخاري ٧٢١٨)؛ لأن مراده نفي النص على ذلك صريحاً والله أعلم ".
هذا؛ وقد روى الأصبهاني أحاديث أخرى فيها التصريح بخلافة أبي بكر، ولا يصح شيء من أسانيدها، ومتونها منكرة؛ بل باطلة؛ كما يدل على ذلك جزم عمر المذكور. والله ولي التوفيق.
"الضعيفة"(١٢/ ١/١١٩ - ١٢١).
[[١٤٢٠] باب سبب تسمية أبي بكر بالصديق]
[عن عائشة رضي الله عنها قالت]:
"لما أسري بالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى المسجد الأقصى أصبح يتحدث الناس بذلك فارتد ناس ممن كانوا آمنوا به وصدقوه وسعوا بذلك إلى أبي بكر رضي الله عنه فقالوا: هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس؟ قال:
أو قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن كان قال ذلك لقد صدق، قالوا: أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟ قال: نعم إني لأصدقه فيما هو أبعد