وزوال العذاب الشديد عنه كأنه رجع إلى نفسه معاتباً لها، كيف أن نفسه طاوعته على أن يصف النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بما هو الكفر بعينه، فلم يجد توبة له إلا أن يذهب إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وأن يحدثه بما وقع له لعله يجد له مخرجاً، فلما جاء إليه - صلى الله عليه وآله وسلم - وقص عليه القصة، قال له عليه الصلاة والسلام:«كيف تجد قلبك؟ قال: أجده مطمئناً بالإيمان» فأنزل الله هذه الآية: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ}(النحل:١٠٦)، وقال له عليه الصلاة والسلام:«فإن عادوا فعد» إن عادوا إلى تعذيبك، فعد أنت إلى الخلاص من هذا العذاب بهذا الكلام الذي التلفظ به كفر، ولكن ليس كفراً ما دام أن قلبك مطمئن بالإيمان، فإذا لاحظنا هذا التفصيل في حكم من فعل الكفر أو نطق بالكفر وأنه لا يؤاخذ، حينذاك نجد في حديث الذبابة شيئاً من الغلو والمبالغة ...
"الهدى والنور"(٤١٠/ ٥٩: ٣٦: ٠٠)
[٧٣٩] باب من شذ في مسألة عقدية
هل يعد ضالاًّ أم مجتهداً؟
سؤال: إذا شذ إمام من الأئمة في أمر من أمور العقيدة كان في بعض الصفات فهل يكون ضالاً أم مجتهداً وله أجر؟
الشيخ: يعني بالإمام العالم؟
مداخلة: أي نعم.
الشيخ: الجواب عن هذا السؤال يتعلق بمثل قوله عليه الصلاة والسلام: «إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد» ذلك أن هذا الحديث وإن اشتهر عند العلماء استعماله في الأحكام الشرعية والمسائل التي