فأقول: هب أن الأمر كذلك، فهو - والحالة هذه - لا يزيد على كونه كالحديث أو في حكم الحديث المرسل، فهل الحديث المرسل إلا من أقسام الحديث الضعيف عند المحدثين، فكيف تثبت به فضيلة؟! بل كيف يبني عليه عقيدة أن الله تعالى يُقعِد نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - معه على العرش؟!
فمن جوَّز ذلك اعتماداً منه على هذا الأثر الذي أحسنُ أحواله أن يكون كالحديث المرسل - كما ذكرنا - فيلزمه أن يأخذ بكل حديث مرسل حتى ولو كان يتضمن مخالفة للشريعة، مثل قصة الغرانيق، فقد وردت بأسانيد عدة مرسلة، وهي صحيحة إلى مرسليها من التابعين، وقد صرحوا برفعها إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كما بينته في رسالتي الخاصة بها، "نصب المجانيق"، فإذا كان المصنف - عفا الله عنا وعنه - يبرر أخيراًَ الأخذ بهذا الأثر بحجة أنه يبعد أن يقول مجاهد ذلك إلا بتوقيف، فليأخذ إذن بقصة الغرانيق بحجة أن رواتها من التابعين قد رفعوها إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - صراحة! بل الأخذ بها أولى، لما ذكرنا من التصريح بالرفع ولأن رواتها جَمْعٌ بخلاف أثر مجاهد, وفي ذلك عبرة لكل معتبر.
"مختصر العلو"(ص٢٣٣ - ٢٣٥).
[[١٠٧٧] باب منه]
[روي عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال]:
«يجلسني على العرش».
(باطل).
[قال الإمام]:
ذكره الذهبي في " العلو"(٥٥ طبع الأنصار) من طريقين عن أحمد بن يونس