للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تيمية في بعض كتبه فإن قالوا: العرش أول مخلوق كما هو ظاهر كلام الشارح نقضوا قولهم بحوادث لا أول لها. وإن لم يقولوا بذلك خالفوا الاتفاق فتأمل هذا فإنه مهم. والله الموفق.

التعليق على متن الطحاوية" (ص٤٧ - ٤٨).

[١١٩٨] باب هل يقول شيخ الإسلام بِقِدَمِ العالم؟

سؤال: أقول فضيلة الشيخ: وصلتنا كما تعلم كتب السقاف .. مما في بعض هذه الكتب: أن شيخ الإسلام رحمه الله ابن تيمية كان يعتقد بقدم العالم، فهل هذا ثابت عن ابن تيمية، وما حكم من اعتقد هذا المعتقد، وما حكم من يقول: إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقع في هذا الأمر الخطير؟

الشيخ: هذا افتراء على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؛ لأن المتبادر إلى الذهن من كلمة القول بقدم العالم أن العالم كالخالق عند المسلمين، وحاشا لأقل المسلمين علماً وإيماناً أن يقول بقدم شيء من المخلوقات إنما الله هو الأزلي الأول والظاهر والباطن وهو خالق كل شيء، فمن باب أولى أن لا يقول بذلك عالم مسلم، ومن باب أولى وأولى وأولى إلى ما لا نهاية أن يقول بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

فالقول بِقِدَم العالم هو قول الفلاسفة الدهريين الذين لا يؤمنون بالإله الرب الخالق، وابن تيمية رحمه الله له مجاهدات كبيرة جداً جداً دون كثير من علماء المسلمين في الرد على الفلاسفة والدهريين القائلين بِقِدَم العالم، فالذي ينسب إلى ابن تيمية القول بقدم العالم هو أحد رجلين: إما كذاب أفاك، وعدو للإسلام والمسلمين، وهذا لا كلام لنا معه إطلاقاً، وإما أن يقرأ كلاماً لابن تيمية يفهم منه

<<  <  ج: ص:  >  >>