[قال الإمام بعد نقله عن الإمام الذهبي أسماء بعض الأئمة ممن يقول بإثبات الصفات لله عز وجل ومنها صفة العلو قال]:
والعقل الفطري السليم يشهد لهؤلاء الأئمة وما معهم من نصوص الكتاب والسنة وبيان ذلك:
لا خلاف بين المسلمين جميعا أن الله تعالى كان ولا شيء معه لا عرش ولا كرسي ولا سماء ولا أرض ثم خلق الله تعالى الخلق، كما سيأتي في حديث عمران بن حصين؛ فإذا كان كذلك فمما لا شك فيه أن مخلوقاته تعالى إما أن يكون خلقها في ذاته تعالى فهي حالَّة فيه وهو حالّ فيها وهذا كفر لا يقول به مسلم، وإن كان هو لازم مذهب الجهمية وغلاة الصوفية الذين يقول قائلهم:" كل ما تراه بعينك فهو الله " تعالى عما يقول الظالمون علواًّ كبيراً.
وإذا كان الأمر كذلك فمخلوقاته تعالى بائنة عنه غير مختلطة به. وحينئذ فإما أن يكون الله تعالى فوق مخلوقاته وإما أن تكون مخلوقاته فوقه تعالى وهذا باطل بداهة فلم يبق إلا أن الله تبارك وتعالى فوقها، وهو المطلوب المقطوع ثبوته في الكتاب والسنة وأقوال السلف ومن جاء بعدهم من الأئمة على اختلاف اختصاصاتهم ومذاهبهم كما ستراه مفصلا في الكتاب [أي: مختصر العلو] إن شاء الله تعالى.