للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مداخلة: يعني هما في النار، ما قال مخلدين.

الشيخ: لا يوجد خلاف إذاً بين الآية وبين الحديث: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (النساء:٤٨).

مداخلة: ممكن يدخل النار ويخرج كمان.

الشيخ: طبعاً إذا مات على التوحيد يخرج كما قال عليه السلام: «من قال لا إله إلا الله نفعته يوماً من دهره» والأحاديث المعروفة بأحاديث الشفاعة التي فيها أن الله يقول: «أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان»، فهذا الحديث لا يعني إلا تحريم مقاتلة المسلم للمسلم، أما هذا المقاتل يخلد في النار أو لا يخلد في النار، هذه قضية أخرى تؤخذ من أدلة الشريعة التي أشرنا إلى بعضها آنفاً، حينما تكلمنا عن تارك الصلاة، وفرقنا بين من يترك الصلاة جحداً فهو كافر مخلد في النار، وبين من يتركها كسلاً مؤمناً بها، فهذا لا يخلد في النار؛ لأن التوحيد الذي في قلبه ينجيه من الخلود في النار.

"الهدى والنور" (٩٣/ ٤٥: ٢٣: ٠٠)

[٧١١] باب: معنى قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «لاَ يَجْتَمِعَانِ فِي النَّارِ ... » قِيلَ مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ «مُؤْمِنٌ قَتَلَ كَافِرًا ثُمَّ سَدَّدَ»

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - «لاَ يَجْتَمِعَانِ فِي النَّارِ اجْتِمَاعًا يَضُرُّ أَحَدُهُمَا الآخَرَ». قِيلَ مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «مُؤْمِنٌ قَتَلَ كَافِرًا ثُمَّ سَدَّدَ».

[قال الإمام]:

معناه - والله أعلم - أن المؤمن القاتل للكافر, إذا سدد بعد ذلك واستقام, لا

<<  <  ج: ص:  >  >>