الجارية وهي مملوكة فيرزق منها ولدًا قد يكون ذكرًا وقد يكون أنثى، والشرع يحكم بأن هذه الأمة أو الجارية إذا رزقت من سيدها ولدًا فهذا الولد يعتقها، فإذا كان المولود منها من سيدها بنتًا فهذه البنت هي تلحق بأبيها فهي سيدة، فقوله عليه السلام:«وأن تلد الأمة ربتها» فهي كانت أمة ثم ولدت هذه البنت من سيدها فهي ربتها، أي: سيدتها، هذا من معاني التي ذكرها شراح الحديث في هذا الحديث.
وبعضهم قال معنًى آخر، معنى مجازي يمكن أن يكون صوابًا لكن المعنى الأول هو المتبادر، قالوا: هذا إشارة إلى فساد التربية وفساد الزمان، بحيث أن السيدة الحرة حينما ترزق من سيدها من زوجها الحر أيضًا .. حينما ترزق منه بنتًا، فبسبب سوء تربية هذه البنت - وهذا مشاهد اليوم - تصبح هذه البنت متعالية على أمها، فكأن أمها هي عبدة مملوكة وهي سيدتها، هذا من معاني قوله عليه السلام:«وأن تلد الأمة ربتها» هي ليست أمةً حقيقةً كما هو في التفسير الأول، لكن بالنسبة لسوء التربية تصبح ابنتها سيدة عليها وهي كأنها عبدة لها ومملوكة لها، والواقع أنها حرة بنت حرة، لكن سوء التربية قلب الأمر فجعل الأم التي هي سيدة أمة، وجعل البنت التي هي بنت هذه كأنها هي السيدة تستعلي عليها وتتأمر عليها ولا تسمع كلامًا، والأم تضطر أن تخضع لأوامرها وهذا هو المشاهد في هذا الزمان.
"فتاوى رابغ"(٢/ ٠٠:٥٢:١٤).
[[١٥٥٧] باب منه]
[قال الإمام]:
وقد اختلفوا في المراد [أي بهذا الحديث] على أقوال حكاها الحافظ، ومال إلى أن المعنى: أن يكثر العقوق في الأولاد فيعامل الولد أمه معاملة الولد أمه