للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صح في المعقول وثبت بالواضح من الدليل أنه كان في الأزل لا في مكان - كما قال حافظ الأندلس ابن عبد البر رحمه الله في "التمهيد" (٧/ ١٣٥ - ١٣٦) -، فهو تعالى ليس في مكان أزلاً وأبداً.

ومع هذا الجهل البالغ فقد وقعوا فيما منه فروا، لقد فروا مما توهموه ضلالاً - وهو الحق يقيناً، أن الله فوق المخلوقات كلها ومنها الأمكنة -، فوقعوا في الضلال الأكبر حين قالوا: إنه في كل مكان، وافترى بعض الإباضية في ذلك حديثاً نسبوه إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كما سترى في الحديث الذي بعده -. والله المستعان.

"الضعيفة" (١٣/ ٢/٧٢٨ - ٧٣٤).

[١٠٣٤] باب رد شبهة حول علوِّ الله تعالى

سؤال: شيخنا بعض الأحباش تلاميذ عبد الله الحبشي قاموا بمخاطبة بعض نساء هذا البلد عن طريق الفطرة يخاطبهم كمثال يقول لهم: من خلق المكان فيجيب النساء: الله، فيقول هذا الحبشي: وهل يجوز أن الله هو خالق المكان أن يكون داخل هذا المكان؟ فتجيب المرأة: طبعاً لا، فيقول لها: إذاً الله يعني لا يحده شيء لا هو في الأعلى ولا في الأسفل ولا للأمام ولا للخلف ولا عن اليمين وعن اليسار، وكذلك سائر الصفات يقول بأن اليد المتعارف عليها هي الجارحة التي بين البشر، وهذا محال أن يكون لخالق البشر وهو رب العباد؟ أفيدونا جزاكم الله خير.

الشيخ: ليتها كانت طريقة فطرية.

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

<<  <  ج: ص:  >  >>