المشهود واجب بنفسه ليس له صانع مباين له ولكن هذا يقول: هو الله، وفرعون أظهر الإنكار بالكلية لكن كان فرعون في الباطن أعرف بالله منهم؛ فإنه كان مثبتاً للصانع وهؤلاء ظنوا أن الوجود المخلوق هو الوجود الخالق كابن عربي وأمثاله وهو لما رأى أن الشرع الظاهر لا سبيل إلى تغييره - قال: النبوة ختمت ولكن الولاية لم تختم، وادعى في الولاية ما هو أعظم من النبوة وما يكون للأنبياء والمرسلين وأن الأنبياء مستفيدون منها كما قال:"مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي" وهذا قلب للشريعة فإن الولاية ثابتة للمؤمنين المتقين كما قال تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون، الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُون}[يونس:٦٢ - ٦٣]: والنبوة أخص من الولاية والرسالة أخص من النبوة كما تقدم التنبيه على ذلك."التعليق على متن الطحاوية"(ص١٠٤ - ١٠٦).
[[١٢٦٩] باب النبوة أخص من الولاية، والرسالة أخص من النبوة]