- عاملة الله بما يستحق - بأنهم شيوخ الحشوية! لأنهم يتسارعون إلى نقل هذه اللفظة "بذاته" عن ابن أبي زيد هذا، ويقول عنها إنها إما مدسوسة، أو من قبيل الاحتراس بالرفع أي: المجيد بذاته! وهكذا فليكن التشكيك في أقوال أهل العلم بالإنكار أصلاً أو بتأويله تأويلاً باطلاً!
[وقال معلقًا على قول الذهبي:"فليته تركها"]:
يعني لكي لا ينقم الناس عليه، لا لأنه خطأ في نفسه، كيف وقد قاله من سبق ذكرهم من العلماء عند المؤلف، مع ملاحظة أنه لا فرق في الحقيقة بينه وبين قول المؤلف المتقدم آنفاً:"والله تعالى خالق كل شي بذاته"! وراجع لهذا الكلام ابن تيمية في " حديث النزول "(ص ٥٦).
"مختصر العلو"(ص٢٥٦).
[[٨٤٠] باب معنى قوله تعالى: {ليس كمثله شيء} والرد على من استدل به على تأويل الصفات]
[عَلَّق الإمام على قول صاحب الطحاوية:«ولا شيء مثله» بقوله]:
هذا أصل من أصول التوحيد وهو أن الله تعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله, ولكن المبتدعة والمتأولة قد اتخذوه أصلاً لإنكار كثير من صفات الله تبارك وتعالى فكلما ضاقت قلوبهم عن الإيمان بصفة من صفاته عز وجل سَلَّطوا عليها معاول التأويل والهدم فأنكروها, واستدلوا على ذلك بقوله تعالى:{ليس كمثله شيء} متجاهلين تمام الآية: {وهو السميع البصير}(الشورى: ١١) فهي قد جمعت بين التنزيه والإثبات فمن أراد السلامة في عقيدته فعليه أن ينزه الله تعالى عن مشابهته للحوادث دون تأويل أو تعطيل وأن