وكذا عبارة شيخ الإسلام أبي إسماعيل الأنصاري فإنه قال: وفي أخبار شتى أن الله في السماء السابعة على العرش بنفسه, وكذا قال أبو الحسن الكرجي الشافعي في تلك القصيدة
عقائدهم أن الإله بذاته ... على عرشه مع علمه بالغوائب
وعلى هذه القصيدة مكتوب بخط العلامة تقي الدين بن الصلاح هذه عقيدة أهل السنة وأصحاب الحديث.
وكذا أطلق هذه اللفظة أحمد بن ثابت الطرقي الحافظ, والشيخ عبد القادر الجيلي, والمفتي عبد العزيز القحيطي, وطائفة. والله تعالى خالق كل شيء بذاته, ومدبر الخلائق بذاته, بلا معين ولا مؤازر وإنما أراد ابن أبي زيد وغيره التفرقة بين كونه تعالى معنا وبين كونه تعالى فوق العرش, فهو كما قال: ومعنا بالعلم, وأنه على العرش كما أعلمنا حيث يقول {الرحمن على العرش استوى} وقد تلفظ بالكلمة المذكورة جماعة من العلماء كما قدمناه, وبلا ريب أن فضول الكلام تركه من حسن الإسلام, وكان ابن أبي زيد من العلماء العاملين بالمغرب, وكان يلقب بمالك الصغير, وكان غاية في علم الأصول, وقد ذكره الحافظ ابن عساكر في كتاب "تبيين كذب المفتري" فيما نُسِب إلى الأشعري ولم يذكر له وفاة.
توفي سنة ست وثمانين وثلاثمائة, وقيل سنة تسع وثمانين وثلاثمائة, وقد نقموا عليه في قوله "بذاته" فليته تركها.
[قال الإمام]:
قلت: وهؤلاء وأمثالهم من أهل السنة وفيهم المؤلف يقول عنهم الكوثري