للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[١٥٥٢] باب المستقبل للإسلام في آخر الزمان]

قال الله عز وجل: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون}.

[قال الإمام]:

تبشرنا هذه الآية الكريمة بأن المستقبل للإسلام بسيطرته وظهوره وحكمه على الأديان كلها, وقد يظن بعض الناس أن ذلك قد تحقق في عهده - صلى الله عليه وآله وسلم - وعهد الخلفاء الراشدين والملوك الصالحين, وليس كذلك, فالذي تحقق إنما هو جزء من هذا الوعد الصادق, كما أشار إلى ذلك النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بقوله: «لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى, فقالت عائشة: يا رسول الله إن كنت لأظن حين أنزل الله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون} أن ذلك تامّاً, قال: إنه سيكون من ذلك ما شاء الله ... » الحديث.

وقد وردت أحاديث أخرى توضح مبلغ ظهور الإسلام ومدى انتشاره, بحيث لا يدع مجالا للشك في أن المستقبل للإسلام بإذن الله وتوفيقه.

وها أنا أسوق ما تيسر من هذه الأحاديث عسى أن تكون سببا لشحذ همم العاملين للإسلام, وحجة على اليائسين المتواكلين:

- «إن الله زوى (أي جمع وضم) لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها». الحديث

- «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزّاً يعز الله به الإسلام وذلّاً يذل به الكفر».

<<  <  ج: ص:  >  >>