للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[٨٨٠] باب إثبات قيام الأفعال الاختيارية بذاته تعالى]

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: «قال الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني, والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة, ومن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً, ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً, وإذا أقبل إليَّ يمشي أقبلت إليه أُهرَوِل.»

(صحيح لغيره).

[قال الإمام]:

قلت: فيه دلالة ظاهرة على أن لله قُرباً يقوم به، بفعله القائم بنفسه. وهذا مذهب السلف وأئمة الحديث والسنة، خلافاً للكلابية وغيرهم ممن يمنع قيام الأفعال الاختيارية بذاته تعالى، ومن ذلك نزوله تعالى إلى السماء الدنيا. انظر " مجموع الفتاوى لابن تيمية" (٥/ ٢٤٠ - ٢٥٠) ومنه دنوه عشية عرفة، وكل ذلك خاص بالمؤمنين، فراجع كلامه فإنه هام جداً.

"التعليق على الترغيب والترهيب" (٣/ ١١٤٤).

[[٨٨١] باب هل صفاته تعالى محدودة؟]

سؤال: فضيلة الوالد حفظك الله، قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في الحديث الذي يرويه مسلم: «حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه» فالسؤال: هل هذا يعني أن بصره سبحانه وتعالى له نهاية؟

الشيخ: ما انتهى إليه من الخلق يعني، الخلق هو الذي له نهاية، أما بصره تعالى وكل صفاته ليس لها حد محدود، لكن المخلوقات فهي محدودة، هذا هو المقصود من الحديث، التحديد ليس له علاقة بالصفة وإنما بالمخلوق فقط.

"رحلة النور" (٢٩أ/٠٠:٣٥:٣٧)

<<  <  ج: ص:  >  >>