القلم أو كان العرش، فإذاً بطل القول بحوادث لا أول لها، لكن إذا أردنا أن نُوفِّق بين ظاهر حديث عمران وبين حديث القلم كما قلنا آنفاً أُصرح في الدلالة على الأولية.
لكن إذا فرضنا إنساناً يظل يُصِرُّ على أنه أول مخلوق هو العرش لا نظل نتطاحن معه لا أنت مصيب .. أنت مخطئ إلى آخره؛ لأن البحث كله في موضوع حوادث لا أول لها، فسواء كان أول مخلوق هو العرش أو كان القلم فالمهم أن مسألة حوادث لا أول لها بطلت؛ لأننا اتفقنا أن هناك أول مخلوق، لكن اختلفنا ما هو أول مخلوق؟ فمن قائل العرش، ومن قائل القلم، إذاً: هذا موضوع ثاني، فلا ينبغي إذاً أن نشغل أنفسنا بالبحث في حوادث لا أول لها؛ لأن هذه لا تثبت أمام حديث عمران أو أمام حديث القلم؛ لأن كلاً من الحديثين يثبت أول مخلوق، وانتهى الموضوع.
" الهدى والنور"(٧٩٨/ ٣٦: ٥٠: ٠٠)
[[١١٩٧] باب الرد على القائلين بحوادث لا أول لها]
[قال الإمام معلقاً على قول صاحب الطحاوية:"ونؤمن باللوح والقلم"]
ذكر الشارح هنا أن العلماء اختلفوا هل القلم أول المخلوقات أو العرش؟ على قولين لا ثالث لهما وأنا وإن كان الراجح عندي الأول كما كنت صرَّحت به في تعليقي عليه (ص ٢٩٥) فإني أقول الآن: سواء كان الراجح هذا أم ذاك فالاختلاف المذكور يدل بمفهومه على أن العلماء اتفقوا على أن هناك أول مخلوق, والقائلون بحوادث لا أول لها مخالفون لهذا الاتفاق, لأنهم يُصرِّحون بأن ما من مخلوق إلا وقبله مخلوق وهكذا إلى ما لا أول له كما صرح بذلك ابن