[وصف أبوغدة شارحَ الطحاوية بالإمامة، فأراد الإمام الألباني إلزامه ببعض أهم المسائل العقدية التي قررها الشارح في عقيدته والتي يعلم الشيخ الألباني إنكار أبي غدة أو شيخه الكوثري لها فقال الإمام]:
قلت: فإذا كان أبو غدة مؤمناً حقاً بهذه الإمامة الملموسة المشهورة فأنا أختار له من كلام هذا الإمام سبع مسائل, فإن أجاب عنها بما يوافق ما ذهب إليه هذا الإمام المشهور من قلبٍ مخلصٍ فذلك ما نرجوه, وأعتذر إليه من إساءة الظن به, وإن كانت الأخرى فذلك مما يؤيد-مع الأسف- ما رميته به من المداراة.
[فذكر ست مسائل ثم قال]:
المسألة السابعة: ذهب شارح الطحاوية (ص ٢٣٦ - ٢٣٩) تبعاً لإمامه أبي حنيفة وصاحبيه إلى كراهة التوسل بحق الأنبياء وجاههم.
وهذا مما خالف فيه الكوثري إمامه أبا حنيفة رحمه الله تعالى, اتباعاً لأهواء العامة, ونكاية بأهل السنة. كما يعلم ذلك من اطلع على رسالة "محق التوسل" وغيرها. وقد كنت بينت شيئاً من تعصبه واتباعه لهواه في محاولته تقويته إسناد حديث في التوسل فيه من هو ضعيف عنده, كما هو مشروح في الجزء الأول من "سلسلة الأحاديث الضعيفة" رقم (٢٤) , فليراجعه من شاء.
قلت: فهذه سبع مسائل هامة, كلها في العقيدة, إلا الأخيرة منها, قد وجهتها إلى أبي غدة الذي تظاهر بالثناء على شارح "الطحاوية" ووصفه بأنه صاحب "إمامة ملموسة مشهورة", فإذا أجاب بمتابعته له فيها-وهذا ما استبعده على