[[٨٤٥] باب ذكر ما آلت إليه عقيدة الجويني إمام الحرمين وأبيه]
[قال الذهبي في "العلو"]:
قال أبو منصور بن الوليد الحافظ في رسالة له إلى الزنجاني: أنبأنا عبد القادر الحافظ بِحرَّان, أنبأنا الحافظ أبو العلاء, أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي الحافظ, قال: سمعت أبا المعالي الجويني وقد سئل عن قوله: {الرحمن على العرش استوى} فقال كان الله ولا عرش, وجعل يتخبط في الكلام, فقلت: قد علمنا ما أشرت إليه فهل عندك للضرورات من حيله .. ؟ فقال: ما تريد بهذا القول, وما تعني بهذه الإشارة؟ فقلت: ما قال عارف قط يا رباه إلا قبل أن يتحرك لسانه قام من باطنه قصد لا يلتفت يمنة ولا يسرة يقصد الفوق, فهل لهذا القصد الضروري عندك من حيلة؟ فنبئنا نتخلص من الفوق والتحت, وبكيت وبكى الخلق, فضرب الأستاذ بكمه على السرير وصاح ياللحيرة, وخرق ما كان عليه وانخلع وصارت قيامة في المسجد, ونزل ولم يجبني إلا: يا حبيبي الحيرة الحيرة, والدهشة الدهشة. فسمعت بعد ذلك أصحابه يقولون سمعناه يقول حيرني الهمداني, توفي إمام الحرمين في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة, وله ستون سنة, وكان من بحور العلم في الأصول والفروع يتوقد ذكاء.
[قال الإمام في "مختصر العلو"]:
قلت: وإسناد هذه القصة صحيح مسلسل بالحُفَّاظ، وأبو جعفر اسمه محمد بن أبي علي الحسن بن محمد الهمداني مات سنة (٥٣١)، وقد وصفه ابن تيمية في " مجموعة الفتاوى"(٤/ ٤٤) بـ" الشيخ العارف ".
ويبدو لي أن هذه الحيرة كانت قبل استقرار عقيدة أبي المعالي الجويني على