للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[١١٥٦] باب معنى ما ينسب لأبي حنيفة من قوله: "الله يتكلم بلا آلة ولا حروف، والحروف مخلوقة، وكلام الله تعالى غير مخلوق"، والكلام على أقسام التوحيد وما يقابله من الشرك]

الملقي: ما رأيك بقول الإمام أبي حنيفة في متن شرح الفكر الأكبر لعلي القارئ ص (٥١): وأن الله يتكلم بلا آلة ولا حروف، والحروف مخلوقة، وكلام الله تعالى غير مخلوق، نظراً إلى أن هذا القول إن ثبت عن أبي حنيفة يوافق عقيدة الأشاعرة في المسألة، وأن أبا حنيفة من السلف؟

الشيخ: سؤالك هذا يفتح لي باباً جديداً من العلم لا بد أن أذكرك به، وأن ألفت نظرك إليه، الإسلام كما تعلم قال في القرآن الكريم وهذا من مزاياه أنه حذر المسلمين أن يقعوا في مثل ما وقع الأولون من اليهود والنصارى فقال في حق هؤلاء: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ} (التوبة:٣١) هذه الآية حين نزلت كان في المجلس رجل عربي من العرب النوادر الذي كان بالتعبير العصري مثقفاً يومئذٍ غير أمي، العرب أميون إلا النادر منهم، فهذا كان من هؤلاء النادرين كان مثقفاً، كان متعلماً، قرأ الكتاب المعروف بـ «الكتاب المقدس»، الذي يحوي التوراة والإنجيل، فوجد التوراة والإنجيل خير مما وجد عليه قومه يعبدون التماثيل والأصنام، وجد هناك شيئاً من الأخلاق، شيئاً من التشريعات، حيث لا يجد شيئاً من ذلك إطلاقاً في الوثنية الجاهلية فتنصر، ولما جاء إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو على نصرانيته جاء وقد علق الصليب على صدره، فأنكر الرسول -عليه السلام- ذلك عليه، ثم هداه الله -عز وجل- وأسلم وحسن إسلامه، وأخذ يتفقه ويجلس مجالس الرسول -عليه السلام-، ذات يوم لما نزلت هذه الآية: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} (التوبة:٣١)،

<<  <  ج: ص:  >  >>