أختار له من كلام هذا الإمام سبع مسائل, فإن أجاب عنها بما يوافق ما ذهب إليه هذا الإمام المشهور من قلبٍ مخلصٍ فذلك ما نرجوه, وأعتذر إليه من إساءة الظن به, وإن كانت الأخرى فذلك مما يؤيد - مع الأسف- ما رميته به من المداراة.
المسائلة الأولى: قال الإمام [أي ابن أبي العز] (ص ١٢٥):
"وأهل الكلام المذموم يطلقون نفي حدوث الحوادث ".
قلت: وهذا الإطلاق وهو مما يدندن به شيخه الكوثري في تعليقاته, ليتوصل, إلى نفي حقيقة الكلام الإلهي المسموع. وراجع له "شرح الطحاوية" (ص ١٦٨ - ١٨٨) و"التنكيل" (٢/ ٣٦٠ - ٣٦٢).
"تحقيق شرح العقيدة الطحاوية" (ص ٥٦).
[[٨٣٩] باب الرد على من اتهم أهل السنة بأنهم حشوية لأنهم يقولون: الله فوق عرشه بذاته]
[قال الذهبي في "العلو"]:
قال الإمام أبو محمد بن أبي زيد المغربي شيخ المالكية في أول رسالته المشهورة في مذهب مالك الإمام: "وأنه تعالى فوق عرشه المجيد بذاته, وأنه في كل مكان بعلمه, وقد تقدم مثل هذه العبارة عن أبي جعفر بن أبي شيبة, وعثمان بن سعيد الدارمي, وكذلك أطلقها يحيى بن عمار واعظ سجستان في رسالته, والحافظ أبو نصر الوائلي السجزي في كتاب الإبانة له؛ فإنه قال وأئمتنا كالثوري, ومالك, والحمادين وابن عيينة, وابن المبارك, والفضيل, وأحمد, وإسحاق, متفقون على أن الله فوق العرش بذاته, وأن علمه بكل مكان