للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٩٤٨] باب هل يُفسَّر قوله تعالى

{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} بـ"إلا ما أريد به وجهه"؟

سؤال: قال ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}: هو إخبار بأن الدائم الباقي الحي القيوم كما قال تعالى:

{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ} (الرحمن:٢٧)، فعبَّر بالوجه عن الذات، وهكذا قوله: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} (القصص:٨٨)، أي: إلا إياه.

وقال مجاهد والثوري أي: إلا ما أريد به وجهه.

يقول ابن كثير: ولا ينافي القول الثاني لا ينافي القول الأول، فإن هذا إخبار عن كل الأعمال بأنها باطلة إلا ما أريد به وجه الله تعالى من الأعمال الصالحة، والقول الأول مقتضاه أن كل الذوات فانية وزائلة إلا ذاته سبحانه وتعالى.

فأيش رأيك في هذا الكلام الأخير؟

الشيخ: لا شك أن القول الأول هو الأنسب لسياق الآية {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} (الرحمن:٢٦)، نعم. ولا يصح التفسير الثاني لأنه ستفنى الأعمال مع أصحابها، صالحةً كانت أم طالحة، فقوله: المقصود فيها الأعمال الصالحة، فالأعمال الصالحة تذهب مع أهلها أيضاً، لذلك فإن قوله تعالى في أول السباق: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} (الرحمن:٢٦)، فهو عز وجل يتحدث عن الذوات والأشخاص، وعلى ذلك فالقول الأول هو الذي ينبغي أن يعتمد عليه.

القول الثاني في اعتقادي يسمى في عرف الفقهاء هذا تفسير مراد وليس تفسيراً لفظياً، التفسير اللفظي هو الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>