قال في حديث آخر: حديث حسن غريب، فإنما يعني حديث حسن إسناده، كلمة غريب حددت المراد من كلمة قوله: حسن.
أما إذا عَرَّى هذه الكلمة حسن عن لفظة غريب، فهو يعني حسنٌ متنه ضعيفٌ إسناده لماذا جاء هذا التحسين؟ من علمه أن لهذا المتن شواهد، وطرق أخرى ارتقت به من الضعف الذي جاءه من هذا الاسناد.
إذاً: من أجل ذلك قال علماء الحديث: إذا وقف طالب العلم على حديث إسناده ضعيف، فهل يجوز له أن يقول حديث ضعيف؟ قالوا وقالوا؛ قالوا: لا يجوز لأنه قد يكون له إسناد آخر إما أن يكون هذا الإسناد الآخر حسناً لذاته، أو صحيحاً لذاته أو على الأقل يجعل هذا الحديث الضعيف إسناده حسناً أو صحيحاً لغيره، ولذلك فلا يستقل بالقول بأنه هذا حديث ضعيف وإنما يقول: حديث إسناده ضعيف، ثم استثنوا فقالوا: اللهم إلا رجل عالم متمكن في علم الحديث محيط ما شاء الله بطرق الحديث، ثم لم يجد لهذا الحديث إلا هذا الإسناد فلمثله فقط أن يقول هذا حديث ضعيف.
"الهدى والنور"(١٩٨/ ٠٩: ٢١: ٠٠)
[١٨٠٩] باب ذكر بعض أهل الضلال
ممن أنكر الحكمة والتعليل عن أفعال الله تعالى
[قال الإمام]:
الأشاعرة ... غلوا وأنكروا الحكمة على ما فصله ابن القيم في «شفاء العليل في القضاء والقدر والحكمة والتعليل». فراجعه فإنه هام جداً.