(كثيرٌ) من العلماء حينما يريدون أن يعالجوا بعض الانحرافات التي أصابت الجماهير قديماً وحديثا، إنما يعالجونها بانحراف مثله أو أخطر منه وضربت على ذلك مثلاً بعقيدة نزول عيسى عليه السلام.
أنا أذكر جيداً أنني حينما نشأت في طلب العلم، انتفعت بالسيد رشيد رضا وبمجلته المنار خاصة انتفاعاً كثيراً، بل أعتقد أنه لم يكن المفتاح الذي فتح لي طريقة السلف إلا هذه المجلة، لكن وجدت في كثير فيما بعد من مقالاته أنه انحرف في قليل أو كثير عما جاءت به السنة، والسبب في ذلك أنه كان ابتلي بمن يسمون بالقديانية، تعرفونهم، القاديانية الذين يسمون أنفسهم بالأحمديين، غلام أحمد القادياني، معروفون عند أهل السنة بالقاديانية، وهم يفرون من هذه النسبة إلى النسبة الأحمدية، فهم يقولون نحن أحمديون، ولهم هدف خبيث بالفرار من تلك النسبة إلى هذه؛ لأن النسبة الأولى إنما هي نسبة إلى البلدة التي خرج منها نبيهم الكذاب ميرزا غلام أحمد القدياني وهي قاديان، وينتسبون إلى أحمد لأن ميرزا غلام أحمد القادياني ليس اسمه أحمد وإنما هو غلام أحمد وهذا أسلوب في اللغة الهندية تفسيره خادم أحمد، فهو ليس أحمد وإنما هو خادم أحمد، والمقصود بأحمد هو نبينا عليه الصلاة والسلام، والأعاجم لهم مثل هذه النسبات افتخاراً بانتسابهم إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، فغلام أحمد هكذا عرف الرجل، ولكنه لما ادعى المهدوية ثم ادعى النبوة، وحمل على نفسه بعض النصوص الشرعية من الكتاب والسنة جرها جرًّا على نفسه، مثل قوله تعالى: