{وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}(الصف:٦) من هذا أحمد؟ هو محمدنا، لا، هو أحمدهم. هكذا .. وبناءً على ذلك حتى يصح له جر هذه الآية وحملها على ذاته غَيَّرَ اسمه في مؤلفاته، أنا هذا درسته شخصياً لأني ابتليت بمجادلة القاديانية هناك في دمشق سنين طويلة، فهو كان يكتب اسمه في مؤلفاته ميرزا غلام أحمد، أي خادم أحمد بن عبد الله بن عبد المطلب، فحذف ميرزا غلام أحمد وقال اسمه أحمد لكي يضلل الناس أن هذه الآية تعنيني أنا وأنا اسمي أحمد، أما محمد النبي المبعوث رحمة للعالمين اسمه محمد وليس اسمه أحمد، هكذا أوهم المضللين به، أي نعم، ولذلك وإتماماً لإضلال شيخهم لهم يضلون العالم بأنهم أحمديون ليسوا منتسبين لأحمد بن عبد الله بن عبد المطلب وإنما لأحمد ذلك الكذاب.
هؤلاء كالمعتزلة بل وأشد إغراقاً في الضلال، لأنهم ينكرون ما هو معلوم من الدين بالضرورة، يؤمنون بكل الكتاب ولكن لفظاً وليس معنىً، ولا يخفى على أهل العلم أن اللفظ في كل الكلام فضلاً عن الكلام الإلهي ليس مقصوداً بذاته وإنما هو وسيلة للمعاني، وكما يقال: الألفاظ قوالب المعاني، فما الفائدة إذا آمن مؤمنٌ ما بآيةٍ ما ثم لف ودار عليها واستخرج لها من ضلاله معنى لا صلة لهذا المعنى باللفظ القرآني، هكذا كل الفرق الضالة شأنهم مع القرآن الذين لم يعلنوا الخروج عن الإسلام وإنما لا يزالون يدعون أنهم مسلمون ويؤمنون بالقرآن.
القاديانيون هكذا مثالهم، يؤمنون بألفاظ القرآن في كثير من نصوصه، ولكنهم يحرفون الكلم من بعد مواضعه كما حكى ذلك ربنا في القرآن الكريم عن اليهود.