ما نستطيع أن نحكم على إنسان على أي شيء مات، الله يعلم به، ولا يترتب بالنسبة إلينا فائدة من القطع بأنه مات مؤمناً أو كافراً، وإنما المهم أن الكلمات التي تروى عن هذه أو تلك، أو عن هذا أو ذاك؛ أنها كلمات لا يجوز أن تكون إسلامية، وكفى، (لكي) المسلم يأخذ حذره ويبتعد عنها.
"الهدى والنور"(١٩/ ١٥: ٣٥: ٠٠)
[[١٦٧٦] باب منه]
سؤال: شيخنا عدم المؤاخذة عفواً: لماذا نعبد الله، هل نعبد الله طمعاً في الجنة وخوفاً من النار، أم هنالك شيء آخر، يعني: شيء فطرة الإنسان؟
الشيخ: يعني: أنت سؤالك يدندن حول ما يروى عن رابعة العدوية أنها كانت تقول في مناجاتها، أقول: يدندن ما تقصد؛ يدندن حول هذا، فيه فرق بين الذي تقصده وبين الذي يدندن حوله السؤال، «ما عبدتك طمعاً في جنتك ولا خوفاً من نارك، وإنما عبدتك لأنك تستحق العبادة»، الحقيقة أن هذه المسألة التي جاءت في هذه الكلمة التي تروى عن رابعة، ولا يهمني صح ذلك عنها أم لم يصح؛ لأني أنا أنظر إلى المقول ولا أنظر إلى من قال، هذه كلمة خلاف الطبيعة البشرية، وخلاف ما ظننت أنه الفطرة، يعني: الإنسان يعبد الله على خلاف مذهب رابعة إن صح صحة القول إليها، يعبد الله طمعاً رغباً ورهباً وهذا مما وصف الله به عباده بالقرآن الكريم، ولا يمكن لبشرٍ أن يتجرد عن الخوف من شيء عظيم رهيب مخيف لا يمكن إلا إذا أخرج عن طور البشرية، ونحن نتكلم عن البشر.