للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحكم بصحة كل ما (ينسب) لأمثال هذه المرأة الصوفية، مما يروى عنها أنها كانت تقول في مناجاتها لربها: «ربي ما عبدتك طمعاً في جنتك، ولا خوفاً من نارك، وإنما عبدتك لأنك تستحق العبادة»؛ هذا الكلام شعري ... شعري يعني جميل يأخذ بقلوب من لا يعلمون ما يجوز وما لا يجوز في الإسلام، فهي تقول في مناجاتها لربها: «ما عبدتك طمعاً في جنتك، ولا خوفاً من نارك»، وهذا لا يمكن أن يصدر من مسلم يخشى الله؛ لأن المسلم المؤمن بالله حق الإيمان لا يكون إلا وقد آمن بكل صفات الله عز وجل كاملة التي وصف بها نفسه في كتابه أو في سنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومن ذلك أن الله ذو فضل عظيم، ومن ذلك أن الله شديد العقاب، فمن عرف الله بهاتين الصفتين مع الصفات الأخرى بأنه منتقم جبار وبأنه كريم إلى آخر ما هنالك؛ لا يمكن أن نتصور هذا المؤمن حينما يعبد الله لا يعبده طمعاً في فضله ولا خوفاً من عذابه هذا مستحيل؛ لذلك جاء في الكتاب القرآن الكريم أن الله عز وجل وصف بعض عباده بالمصطفين الأخيار لقوله عز وجل: {وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} (يعبدوننا رغبا): فيما عنده من النعيم، (ورهبًا) خوفا مما عنده من الجحيم هذا أعده رب العالمين للأتقياء، فكيف يتصور بامرأة صالحة أو المفروض أن تكون صالحة وهي تقول: «ما عبدتك طمعاً في جنتك، ولا خوفا من نارك» علماً بأن في الجنة أكبر النعم؛ وهي رؤية الله عز وجل ... في الجنة هذا مما يروى عنها في الكتب، وسيذكر هذا حتما في المسرحية المشار إليها، ولذلك نحن ما نشجع كما تعلم المسرحيات بصورة عامة، والمسرحيات التي تظهر فيها شخصيات لا يعرف تاريخها على الوجه الصحيح الذي يوافق الإسلام كتاباً وسنةً.

الآن نحن نستطيع أن نقول عن رابعة العدوية هل ماتت على صلاح أو

<<  <  ج: ص:  >  >>