للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما سائر هذا الحديث وبخاصة الجملة الأخيرة منه فإنها باطلة، وهي من وضع الجهمية والمعطلة لصفات الله عَزَّ وَجَلَّ، الذين يتأولونها غير تأويلها المعروف عند السلف، ويعبرون عن المجيء المصرح به في القرآن والنزول المتواتر عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بالزوال- كما في هذا الحديث-، أو الانتقال- كما يفعل ابن الجوزي وغيره -، ثم يقولون: هذا من صفات المخلوقات، فلا يجوز وصف الله بذلك! والحقيقة أن المجيء والنزول لا يجوز تأويله بما ذكروا، وهو صفة لله، وصف بها نفسه، نصفه بها دون تشبيه ولا تعطيل، {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}، فهم وقعوا حين عبَّروا بما تقدم في التشبيه، ففرُّوا منه إلى التعطيل.

"الضعيفة" (١٣/ ٢/٧٣٤ - ٧٣٥).

[١٠٥٦] باب بيان ضعف رواية

لحديث النزول يُسْتَدَلُّ بها على تأويل صفة النزول

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال:

«(ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له». رواه البخاري

[قال الإمام]:

تأوله الحافظ تبعا للجمهور بنزول أمره أو مَلَك ينادي بذلك، وقواه برواية النسائي للحديث بلفظ:"إن الله يمهل حتى يمضي شطر الليل، ثم يأمر مناديًا يقول: هل من داع فيستجاب له" الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>