تمسهم بعذاب، والدخول الآخر عام لجميع الناس ثم هم فريقان: منهم من تمسه بعذاب، ومنهم على خلاف ذلك، وهذا ما وضحته الآية نفسها في تمامها وراجع لهذا " مبارق الأزهار "(١/ ٢٥٠) و" مرقاة المفاتيح "(٥/ ٦٢١ - ٦٣٢).
قلت: فاستفدنا من الإقرار المذكور حكماً لولاه لم نهتد إلى وجه الصواب في الآية وهو أن الورود فيها بمعنى الدخول وأنه لجميع الناس، ولكنها بالنسبة للصالحين لا تضرهم بل تكون عليهم برداً وسلاماً كما كانت على إبراهيم، وقد روي هذا صراحةً مرفوعاً في حديث آخر لجابر لكن استغربه الحافظ ابن كثير وبينت علته في " الأحاديث الضعيفة "(٤٧٦١)، لكن حديثه هذا عن أم مبشر يدل على صحة معناه، وقد مال إليه العلامة الشوكاني في تفسيره للآية (٣/ ٣٣٣) واستظهره من قبله القرطبي (١١/ ١٣٨ - ١٣٩) وهو المعتمد.
"تحقيق الآيات البينات في عدم سماع الأموات"(ص٥٢ - ٥٣).
[[١٧١٢] باب منه]
[قال النووي في قوله تعالى:{وإن منكم إلا واردها}:"الورود هو العبور على الصراط" فعلق الإمام قائلاً]:
ولا ينافي ذلك أن يكون الصراط نفسه محاطًا بالنار، بحيث أن المار عليه تحيط النار به فتمسه بعذاب إلا المتقين، وعيه فالورود هو الدخول، وعليه يدل عديد من النصوص.