للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صحيح مسلم أن رجلاً مجذوماً جاء ليبايع الرسول عليه السلام، فقال له: «ارجع فإنا قد بايعناك» وأبى أن يصافحه كما كان يصافح الناس الآخرين، هذا من باب الأخذ بالأسباب، لكن العدوى هي من مشيئة الله.

"الهدى والنور" (٦٢٢/ ٥٣: ٤٤: ٠٠)

[[٤٣٠] باب معنى قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «لا عدوى .. ولا هامة»]

عن أَبُى سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ حِينَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «لاَ عَدْوَى وَلاَ صَفَرَ وَلاَ هَامَةَ».فَقَالَ أَعْرَابِىٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا بَالُ الإِبِلِ تَكُونُ فِي الرَّمْلِ كَأَنَّهَا الظِّبَاءُ، فَيَجِىءُ الْبَعِيرُ الأَجْرَبُ فَيَدْخُلُ فِيهَا فَيُجْرِبُهَا كُلَّهَا، قَالَ: «فَمَنْ أَعْدَى الأَوَّلَ».

[قال الإمام]:

[هامة] بالتخفيف: دابة تخرج من رأس القتيل أو تولد من دمه, فلا تزال تصيح حتى يؤخذ بثأره, كذا زعمه العرب فكذبهم الشرع.

[وقوله: لا عدوى] أي بطبعها, كما يدل عليه سياق الحديث, فلا ينفي عدوى بإرادة الله تعالى وتقديره, فإنها ثابتة شرعاً وقدراً, ومما يدل عليه حديث الطاعون المتقدم والحديثان الآتيان بعد هذا, بل يدل على ذلك الحديث نفسه فإن الأعرابي لما أخبر الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - بما يشاهده من إجراب البعير الأجرب الإبلَ السليمة, لم ينكر ذلك عليه, بل أقره على قوله, لأنه أمر مُشاهد وثابت بالتجربة, وإنما لفت نظره إلى أن ذلك بفعل الله وإرادته لا بعدوى تعدي بنفسها, لأنه لو كان كذلك لم يَجربِ الجملُ الأول لعدم العدوى.

"مختصر صحيح مسلم" (ص ٣٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>