السؤال: عندنا ظاهرة استخراج الجني من الإنسي، ويقول الإخوة الذين يستخرجون الجن من الإنس، أن هذا نوع من أعمال الدعوة، وهي ظاهرة انتشرت كثيراً عندنا في اليمن فما تعليقكم على هذا؟
الجواب: هذا أيضاً هنا وفي كل مكان، وأعتقد هذا من البلاء الجديد الذي ابتلي به المسلمون في بلاد الإسلام في هذا الزمان. الأصل في هذا قوله تعالى عن الجن:{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا}(الجن:٦)، فالاتصال بالجن على الطريقة التي ذكرت شيئاً منها لا يجوز شرعاً؛ لأن هذا من الكهانة، كل ما يجوز هو ما ثبت عن الرسول عليه السلام من تلاوة بعض الآيات القرآنية على المصاب بمس من الجن، أما مخاطبة الجن وسؤالهم والاستعانة بهم زعموا على اكتشاف السحر وأين موضوع، ومن الذي سحر .. إلى آخره، فهذا من الكهانة التي لا يجوز تعاطيها، والتي قال عنها الرسول عليه السلام في كثير من الأحاديث الصحيحة أنه:«من أتى كاهناً فصدَّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد»، فهذا القرين الإنسي بالجني حينما يسأله عن شيء ويجيبه فيصدقه، فقد شمله هذا الوعيد، كذلك الذي يذهب إليه ويستعين به فقد شمله هذا الوعيد، فلا يجوز تعاطي هذه المهنة إطلاقاً إلا في هذه الحدود الضيقة جداً جداً، وهي تلاوة بعض الآيات على المصروع لعل الصارع له الجني يخرج منه، أما سين وجيم .. إلى آخر ما هنالك من تفاصيل، فهذا لا يجوز في الإسلام. وليكن هذا آخر سؤال منك.