للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دعاءكم, ولو سمعوا ما استجابوا لكم}. فمن أكبر الضلال, استدلال بعض الجهال بالحديث على أن الموتى يسمعون, ثم الاستدلال بسماعهم على جواز الاستعانه بهم. والآية صريحة في نفي الأمرين معاً. والله المستعان.

"مختصر صحيح مسلم" (ص ٣٠٧).

[[٢٦٣] باب منه]

[قال ابن أبي عاصم في "السنة"]:

ثنا أبو الشعثاء، ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن أشعث عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، قال: كنا عند عبد الله بن مسعود في بيت المال، قال: قام رسول الل هـ - صلى الله عليه وآله وسلم - على القليب قليب بدر فقال: «يا فلان يا فلان هل وجدتم ما وعد ربكم حقاًّ»؟ قالوا: يا رسول الله هل يسمعون؟ قال: «ما أنتم لأسمع لما أقول منهم، ولكنهم اليوم لا يجيبون».

[قال الإمام]: حديث صحيح.

قال أبو بكر -هو ابن أبي عاصم- والأخبار التي في قليب بدر، ونداء النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إياهم، وما أخبر أنهم يسمعون كلامه؛ أخبار ثابتة توجب العمل والمحاسبة، فيه أخبار كثيرة قد أثبتناها في مواضعها.

[فعلق الإمام قائلاً]:

قلت: لكن ليس فيها أن الموتى عامة يسمعون, وإنما فيها أن أهل القليب سمعوا قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - إياهم (١) , فهي قضية خاصة لا عموم لها, فلا تعارض بينها وبين


(١) كذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>