للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأحاديث في هذا الصدد كثيرة، ولستُ الآن في صدد بيانها؛ لأنها كلمة حول التجمع في المجلس، وعدم التفرق فيه، ولكني قبل أن أنهيها أرى نفسي مضطراً أن أذكِّر بحديث آخر فقط؛ لما فيه من الروعة في اهتمام الرسول صلوات الله وسلامه عليه في إصلاح تعابير الناس وظواهرهم: ألا وهو قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «لا يقولون أحدكم: خبثت نفسي، ولكن لقست» (١) ما معنى لقست؟ في اللغة: يساوي خبثت، لقصت لغة بمعنى: خبثت، لكن كلمة الخبيثة خبيثة، فما أرادها الرسول عليه السلام أن يتلفظ بها المسلم حينما يجد في نفسه شيء من هذه الخباثة، وإنما عدل به عنها إلى لفظة لقست، وهذه اللفظة بطبيعة الحال وأنتم عرب ما تعرفونها، لكن سيد العرب والعجم هو علمكموها، وقال: «لا يقولون أحدكم: خبثت نفسي، ولكن لقست».

هذا في تأدب المسلم مع نفسه لأنه مسلم، فما بالك في التأدب مع الله ومع نبيه عليه الصلاة والسلام، فبالأحرى أن يتأدب المسلم مع الله ثم مع رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم -، فلا يأتي بعبارة قد تمس مقام النبوة أو مقامة الرسالة.

" الهدى والنور" (١/ ٢٨: ٥١: ٠٠)

[[٥١٦] باب منه]

[قال الإمام]:

[نبينا]- صلى الله عليه وآله وسلم - خير الدنيا والآخرة، لم يأت فقط لإصلاح القلوب هو جاء لإصلاح القلوب ولا شك كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المعروف الذي أوله «إن الحلال بين والحرام بين ... » إلى آخره في الأخير قال: «ألا أن في


(١) البخاري (رقم٤٧١٤) ومسلم (٦٠١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>