للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوجود! تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

وأعجب من ذلك أن بعضهم تنبه لما في هذا القول من تشبيه الله عز وجل بمخلوقاته الحالة في الأمكنة، فأرادوا تنزيهه عن ذلك فوقعوا فيما هو شرمنه ألا وهو التعطيل المطلق المستلزم نفي وجوده تعالى أصلاً! فقالوا:

(الله ليس فوق، ولا تحت، ولا يمين، ولا يسار، ولا أمام، ولا خلف، لا دخل العالم، ولا خارجه، لا متصلاً به، ولا منفصلاً عنه)!

ولقد سمعت هذا أكثر من مرة، على المنبر يوم الجمعة من بعض الخطباء الذين يظن بهم الناس العلم والصلاح! فإنا لله وإنا إليه راجعون على غربة الدين وجهل الخاصة بهم فضلاً عن العامة، وإني لأحلف بالله تعالى لو قيل لأبلغ الناس وأفصحهم:: صف لنا العدم، لما استطاع أن يصفه بأكثر من هذا الذي يصفون به معبودهم، ولقد أجاد من قال من أئمة السلف - ولعله الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى-: المشبه يعبد صنماً، والمعطل يعبد عدماً".

وهذا كله من شؤم الانحراف عن السنة، والإعراض عن أتباع السلف وأئمة الحديث حشرنا الله تعالى في زمرتهم تحت لواء محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -

"مختصر العلو" (ص١٢٢ - ١٢٣).

[[٩٩٠] باب منه]

[قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -]:

«الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء (والرحم شجنة من الرحمن، فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله».

<<  <  ج: ص:  >  >>