للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا السياق صريح بأن ضرب السور إنما هو يوم القيامة. وأن (السور) حائط بين الجنة والنار؛ كما رواه ابن جرير عن قتادة وغيره.

وهو الصحيح؛ كما قال ابن كثير. وما أحسن ما قاله الشوكاني في هذه الآثار:

«ولا يخفاك أن تفسير السُّوْر المكور في القرآن في هذه الآية بهذا السور الكائن ببيت المقدس فيهمن الإشكال ما لا يدفعه مقال، ولا سيما بعد زيادة قوله: " باطنه فيه الرحمة ": المسجد؛ فإن هذا غير ما سيقت له الآية، وغير ما دلت عليه، وأين يقع بيت المقدس أو سوره بالنسبة إلى السور الحاجز بين فريقي المؤمنين والمنافقين، وأي معنى لذكر مسجد بيت المقدس ههنا، فإن كان المراد أن الله سبحانه ينزع سور بيت المقدس ويجعله في الدار الآخرة سوراً مضروباً بين المؤمنين والمنافقين؛ فما معنى تفسير باطن السور وما فيه من الرحمة بالمسجد؟! وإن كان المراد أن الله يسوق فريقي المؤمنين والمنافقين إلى بيت المقدس، فيجعل المؤمنين داخل السور في المسجد، ويجعل المنافقين خارجه؛ فهم إذ ذاك على الصراط وفي طريق الجنة وليسوا ببيت المقدس. فإن كان مثل هذا التفسير ثابتاً عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قبلنا وآمنا به، وإلا فلا كرامة ولا قبول ".

"الضعيفة" (١٢/ ١/٣٧٧، ٣٧٩ - ٣٨٠).

[[١٧١٦] باب هل الشمس والقمر يعذبان في النار؟]

[قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -]:

«الشمس والقمر ثوران مكوران في النار يوم القيامة».

[قال الإمام]:

أخرجه الإمام الطحاوي في " مشكل الآثار " (١/ ٦٦ - ٦٧) حدثنا محمد

<<  <  ج: ص:  >  >>