الفروض الكفائية كما يقال اليوم من معرفة فقه الواقع، أو الاشتغال بالعمل السياسي وما شابه ذلك، هذا إذا عرفه بعض الأفراد إذا كان بإمكانهم أن يستفيدوا من ذلك عملياً، أما أن يشغلوا جمهور الناس به؛ فذلك مما يشغلهم بالمهم عن الأهم، وهذا هو الذي نراه ملموساً لمس اليد في كثير من الجماعات الإسلامية أو الأحزاب الإسلامية، حيث نعرف أن بعضهم كان يهتم بتربية الشباب المسلم المتكتل والملتف حول هؤلاء الدعاة ليفهموا العقيدة الصحيحة والعبادة الصحيحة والسلوك الصحيح، وإذا بهم بسبب الانشغال السياسي ومحاولة الدخول في البرلمانات التي تحكم بغير ما أنزل الله، فقد صرفهم عن الجانب الأهم، واشتغلوا بما هو مهم، وقد لا يكون مهماً في ظرف من الظروف
القائمة الآن.
"الهدى والنور"(٧٥٠/ ٠٠: ٠٠: ٠٠)
[[٧٨٧] باب في أهمية جعل العقيدة بما في ذلك توحيد الأسماء والصفات أولى الأولويات في الدعوة، مع بيان أهمية فهم السلف وخطورة التنكب عنه]
[قال الإمام ناصحًا لبعض الدعاة]: فينبغي أن تدندن حول تنبيه إخوانك الذين عشت معهم عشرين سنة كما قلت أن يصححوا عقيدتهم بالله تبارك وتعالى، كل مسلم يعلم أصول الإيمان آمنت بالله وملائكته وإلى آخره، وبالقدر خيره وشره، لكن هناك إيمان بهذه الأصول إيمان مجمل وهذا هو الأصل الذي لا يعذر أحد بجهله به .. الإيمان مجملاً بالله وملائكته إلى آخره، لكن هذا الإيمان المجمل لا يكفي، لا بد من أن يقترن به الإيمان المفصل الذي جاء بيانه في كتاب الله وفي حديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أو سنته، وعلى منهج سلفنا الصالح، ولا بدأ الآن البيان