للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[١١٦٦] باب هل يجوز القول بأن لفظنا بالقرآن مخلوق]

السائل: هل يجوز القول بأن لفظنا بالقرآن مخلوق؟

الشيخ: هذه المسألة في اعتقادي لا حاجة ولا مبرر لإثارتها في العصر الحاضر؛ لأنها قد تكون سبباً لإساءة فهم السامعين لهذه الكلمة، سواء أُثْبِتَت أو نُفِيَت، فإذا قيل: لفظي للقرآن مخلوق، ممكن أن يؤخذ على أن القرآن نفسه مخلوق، وهذا ما وقع في إمام المحدثين في زمانه، وهو الإمام البخاري، فكبار أصحابه وكثير من حفاظ الحديث خاصموه وعَادَوُه؛ لأنه قال هذه الكلمة، والآن نحن لسنا في هذا الصدد وفي هذا العصر؛ ذلك لأن جماهير المسلمين اليوم حينما يشاركوننا في الاعتقاد بأن القرآن كلام الله، وكلام الله غير مخلوق، هم يفسرونه بتفسير معروف في كتبهم؛ بأن كلام الله تبارك وتعالى نفسي وليس كلاماً لفظياً مسموعاً عند المصطفين الأخيار، فالخلاف الآن الموجود يكفينا ولا نريد أن نثير خلافاً قديماً كان بين أهل السنة أنفسهم، فالخلاف الموجود اليوم بين أهل السنة وأتباع أهل الحديث والمخالفين لهم، ممن ينتمون إلى مذهب الماتريدي أو الأشعري هذا الخلاف يكفينا، فما يجوز [نُثِيره] بيننا نحن الذين نقول بأن كلام الله عز وجل كلام حقيقي مسموع كما في الآية الكريمة: {فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى} (طه:١٣).

أما: هل يجوز لي أن أقول: لفظي بالقرآن مخلوق؟

ما الذي يترتب من وراء هذا وخاصة في العصر الحاضر، فهو في اعتقادي وهذا خلاصة جوابي: إنه غيرذي موضوع الآن في العصر الحاضر، أما إذا كان إنسان - فرد من الأفراد - عنده شبهة أو إشكال حول هذه الكلمة سلباً أو إيجابياً، ممكن هذا البحث معه على انفراد، أما نثيرها جماعية هكذا بين الناس ويمكن

<<  <  ج: ص:  >  >>