للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلامية، عشرين ثلاثين أربعين، كل واحد منكم اتصل مع العدد هذا، كل واحد يقول أن الحديث الفلاني هو حديث متواتر، حينئذ يصير عندكم متواتراً، أما مجرد أن يقول لكم إمامكم أو شيخكم أن هذا الحديث متواتر، .. [فكيف يكون متواترًا عندكم]؟!

"الهدى والنور" (٢٣٨/ ٠٠:٤٥:٣٠)

[[٦٥] باب في ذكر بعض من أنكر حجية خبر الآحاد في العقيدة]

(قال الإمام في معرض كلامه حول بعض الأمثلة التي تدل على تعصب أبي غدة لشيخه الكوثري بالباطل):

جاء في "المصنوع" حديث رد الشمس على علي رضي الله عنه ليصلي العصر بعد أن غربت ولم يصل. فذكر المتعصب [أبو غدة] في التعليق عليه جماعة من العلماء قالوا بأنه حديث موضوع, وآخرون ذهبوا إلى تصحيحه منهم شيخه الكوثري, فضل المتعصب بين هذين الحكمين المتناقضين, ولم يستطع - وهو الأمر الطبيعي الملازم له! أن يرجح أحدهما على الآخر, ولكنه حاول بادئ الرأي أن يرجح التصحيح بدون مرجح, وإنما تقليداً منه لشيخه الكوثري فقال (٢١٥):

وقد جاءت كلمته رحمه الله تعالى على وجازتها ملخصة للمسألة أحسن تلخيص, إذ قال: ولا كلام في صحة الحديث من حيث الصناعة, لكن حكمه حكم أخبار الآحاد الصحيحة في المطالب العلمية. فأفاد بهذا الإيجاز البالغ أن الخبر على صحته لا ينهض في بابه وموضوعه, لأنه من المطالب العلمية التي تتوقف على اليقينيات وما قاربها. فلا بد على هذا من تأويل الخبر مع قولنا بصحته لمخالفته ما هو من الأمور العلمية, والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>