للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل هذا الحديث من أوله إلى آخره يدل على أن الإنسان لا يملك التصرف .. لا يملك أن يكون صالحًا، ولا يملك أن يكون طالحًا، فإذا كان طالحًا فعذبه رب العالمين وهو يقول: أنا حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا، أي: الظلم الذي تعرفونه بينكم ظلمًا هو عندي ظلم فنزهوني ولا تنسبوا إلي الظلم، فإذا رجعنا إلى ذلك البيت الذي وصف عقيدة الجبرية:

ألقاه في اليم مكتوفًا ثم قال له ... إياك إياك أن تبتل بالماء

هذا في عرف البشر عدل أو ظلم؟ هو ظلم، إذًا: ربنا عز وجل يعلم الناس أنه أنزه من أن يظلم الناس شيئًا ولكن الناس أنفسهم يظلمون، نعم.

"رحلة النور" (٤١ أ/٠٠:٠٦:٣٤)

[[١٨٠١] باب الرد على الجبرية الذين يستدلون بقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «كل ميسر لما خلق له» على ضلالهم]

[قال الإمام معلقاً على قول صاحب الطحاوية:- «وكذلك [أي يعلم الله] أفعالهم فيما علم منهم أن يفعلوه وكل ميسر لما خلق له»]:

هو قطعة من حديث علي المروي في «الصحيحين» وقد خرجته في «تخريج السنة» برقم (١٧١). وقد صح أن بعض الصحابة لما سمعوا هذا الحديث منه - صلى الله عليه وآله وسلم - قالوا: إذا نجتهد, وفي رواية: فالآن نجد الآن نجد الآن نجد. انظر «السنة». (١٦١ - ١٦٧) ففيه رد صريح على الجبرية المتواكلة الذين يفهمون من الحديث خلاف فهم الصحابة فتأمل.

"التعليق على متن الطحاوية" (ص٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>