للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رابعاً: لو فرض أن حفص بن غياث لم يُرْمَ بالتغير وكان كسائر الثقات الذين لم يرموا بجرح مطلقاً؛ فحينئذ يرد حديثه هذا بالشذوذ؛ لمخالفته لأولئك الثقات الستة الذين رووه بنسبة النزول إلى الله صراحة، وقوله عز وجل: "من يدعوني .. من يستغفرني .. " إلخ.

راجع: "تفسير القرطبي" (٤/ ٣٩)، و"أقاويل الثقات" (ص ٢٠٥).

"الضعيفة" (٨/ ٣٥٥ - ٣٦٧).

[[١٠٥٤] باب منه]

عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: «ينزل ربنا عز وجل كل ليلة إذا مضى ثلث الليل الأول فيقول: أنا الملك من ذا الذي يسألني فأعطيه؟ من ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ فلا يزال كذلك».

(أخرجه مسلم).

[قال الإمام]:

قلت: اشتهر تأويل هذا الحديث عند نفاة الصفات، بأن المراد بالنزول نزول أمر الله تعالى ورحمته، ومع أن هذا التأويل باطل من وجوه كما بيَّنه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه: " شرح حديث النزول" من ذلك سياق الحديث، فإن قوله: أنا الملك ... الخ .. صريح في أن الله تعالى هو الذي ينزل.

قال شيخ الإسلام (ص ٣٦): " وقد سُئِلَ بعض أئمة نفاة العلو عن النزول فقال: ينزل أمره، فقال له السائل: فممن ينزل؟ إن عندك فوق العالم شيء فممن ينزل الأمر؟ من العدم الحض؟ فبهت ".

<<  <  ج: ص:  >  >>