وهذا من تمام حكم الله عز وجل ورحمته بعباده التي أودعها فيما يتعلق بهذا الموضوع في قوله:{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}(الإسراء:١٥) فهؤلاء الصبيان من المشركين ما جاءهم رسول لأنهم بعد ما دخلوا في دائرة التكليف، أولئك الأقوام الذين لم تبلغهم دعوة الرسول ما جاءهم الرسول ولذلك ربنا لا يعذبهم، هذا قولاً واحداً، أما يا ترى ماذا يعمل بهم ربنا؟ من كان عنده علم بالحديث الذي ذكرناه آنفاً فالجواب أن لهم امتحاناً في عرصات يوم القيامة.
فهذا هو الحق ما به خفاء فدعني عن بنيات الطريق
"الهدى والنور"(٢٦١/ ٠٤: ٣٨: ٠٠)
[[٧٧١] باب معنى قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «الوائدة والموؤدة في النار»]
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «الوائدة والموؤدة
في النار».
[قال الإمام]:صحيح.
[ثم علق على الحديث قائلا]:
ظاهر الحديث أن الموؤدة في النار ولو لم تكن بالغة, وهذا خلاف ما تقتضيه نصوص الشريعة: أنه لا تكليف قبل البلوغ, وقد أجيب عن هذا الحديث بأجوبة أقربها عندي إلى الصواب أن الحديث خاص بمؤودة معينة, وحينئذ فـ (ال) في (المؤودة) ليست للاستغراق بل للعهد. ويؤيده قصة ابني مليكة, وعليه فجائز أن تلك المؤودة كانت بالغة فلا إشكال. والله أعلم.