للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كيف تقول الآية ولا يريد لعباده الكفر.

مداخلة: {وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} (الزمر:٧).

الشيخ: {وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} (الزمر:٧) لا يرضى هو بمعنى: لا يريد، لكن لا يرضى أوضح وألصق بالإرادة الشرعية من كلمة «إرادة» المطلقة؛ لأنه وضح لنا أن الإرادة تنقسم إلى قسمين يدخل فيها الخير ويدخل فيها الشر، إذا دخل فيها الشر تكون إرادة كونية ما تكون إرادة شرعية.

فإذاً؛ إذا رجعنا لإبليس والأبالسة كلهم هؤلاء عصوا الله عز وجل، ما أطاعوه من حيث إرادته الشرعية، لكن هم وقعوا وفعلوا ما فعلوا ضمن الإرادة ماذا؟ الكونية، أي: ما عصوا الله رغم إرادة الله لأن الله عز وجل قادر أن يرغم أكثر الكفار أنه يؤمن وما ذلك على الله بعزيز، لكن سبقت مشيئة الله وحكمته أن يقرر ما جاء في قوله تعالى: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} (الكهف:٢٩).

إذاً ما في إشكال - يا أخي - بين الآية هذه والآية الأخرى التي فهمت منها التناقض، إنما استحضر في نفسك أن الإرادة والقضاء الإلهي يشمل نوعين من حيث ماذا؟ الإرادة الكونية، لكن من حيث الإرادة ومن حيث القضاء الشرعي فهو يشمل نوعاً واحداً. لعله زال الإشكال إن شاء الله.

"الهدى والنور" (٢٣٤/ ٤٨: ٣٨: ٠٠)

[[١٧٥٤] باب هل هناك فرق بين الإرادة والمشيئة؟]

سؤال: فضيلة الوالد حفظك الله: هل هناك فرق بين الإرادة والمشيئة؟

الشيخ: لا فرق في ذلك فهما لفظان يؤديان إلى صفة واحدة: إرادة الله ومشيئته في معنى واحد بخلاف رضى الله ومحبة الله، فرضى الله ومحبة الله أيضًا

<<  <  ج: ص:  >  >>